بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب
قول الله تعالى( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) لأن العلم لا ينتهي حتى يموت المرء،
والله جل وعلا ,هو ذو العلم الكامل، وأعطى البشر بعض علمه,وأهل التوحيد هم أهل الإسلام، وتحقيق التوحيد هو,تحقيق الشهادتين لا إله إلا الله محمد رسول الله , وتصفيته من أنواع الشرك، وأنواع البدع، وأنواع المعاصي,وأن يكون القلب متوجهاّ إلى الله بكليته ،وأن يطاع فيما أمر، وأن يصدق فيما أخبر، ويعبد الله بما شرع،ومن حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب,( وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ ) وهذا وصف الذين حققوا التوحيد,وعدم الإشراك بالله، وإن أشرك المرء أتى بالبدع، أو أتى بالمعصية,أما الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب, هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون )بأن الله أعطى النبي ,صلى الله عليه وسلم,مع كل ألف من السبعين ألفا أعطاه سبعين ألفا،أن الله يمن على أناس من هذه الأمة أكثر من السبعين ألفا ممن سيأتون، والله جل وعلا,هو الذي يوفق، وهو الذي يهدي، ثم هو الذي يجازي، فما أعظمه من محسن بر كريم رحيم, وكل من حقق التوحيد فلا بد أن يخاف من الشرك؛ ولهذا سيد المحققين للتوحيد محمدعليه الصلاة والسلام,كان يكثر من الدعاء بأن يبعد عنه الشرك،فإن الخوف هو فزع القلب وهلعه وهربه من ذلك الشيء,وأن يكون قلبه دائماّ مستقيماّ على طاعة الله مبتغياّ مرضاته، فإنه إذا غفل وجد أنه أشد ما يكون حاجة إلى الاستغفار, لصلاح القلب،وكما توعد الله أهل الشرك بأنه لا يغفر شركهم،وأن الشرك ,هو إشراك غير الله معه في نوع من أنواع العبادة،والشرك أو المعصية لها أثرها إما في الدنيا، وإما في الآخرة، أو فيهما جميعاّ، ولولا المغفرة لهلك الناس,أن المغفرة لا تكون لمن أشرك شركاّ أكبر، أو أشرك شركاّ أصغر؛ وما يغفر إلا بالتوبة، فمن مات على ذلك غير تائب فهو غير مغفور له , كما قال( وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )كل أنواع الشرك لا يغفرها الله,وذلك لعظم خطيئة الشرك؛ لأن الله ,هو الذي خلق، وهو الذي رزق، وهو الذي أعطى، وهو الذي تفضَّل، فكيف يتوجه القلب عنه إلى غيره,وأما ما دون الشرك الأكبر، فإنه يكون داخلاّ تحت المشيئة,ويراد به الشرك الأكبر دون الأصغر غالباّ,لأن تحريم الجنة، وإدخال النار والتخليد فيها إنما هو لأهل الموت على الشرك الأكبر،فدلنا ذلك على أن المراد بقوله (مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) إنهم أهل الإشراك في الشرك الأكبر، فلم يدخل الأصغر،لأن الشرك بأنواعه لا يغفر،والشرك الأصغرهوالحلف بغير الله، أو تعليق التميمة أو حلقة أو خيط,منهم يعبدون غير الله، ويستغيثون بغير الله، ويتوجهون إلى غير الله، ويذبحون لغير الله، وينذرون لغير الله، ويحبون محبة العبادة غير الله، ويرجون غير الله ,فيكون الخوف إذا علم العبد المسلم أن الشرك بأنواعه لا يغفر وأنه مؤاخذ به، فليست الصلاة إلى الصلاة يغفر بها الشرك الأصغر، وليس رمضان إلى رمضان، والجمعة إلى الجمعة يغفر به الشرك الأصغر، وإنما يغفر بالتوبة فقط،قال الرسول عليه الصلاة والسلام (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر )والشرك الأصغر تارة يكون في النيات، وتارة يكون في الأقوال، وتارة يكون في القلب ، والشيطان حرصه على أهل التوحيد أن يدخل فيهم الشرك الأصغر من جهة الرياء، ومن جهة الأقوال، والأعمال, العاقل أن يكون ناجياّ من النار، ومتعرضاّ لثواب الله بدخول الجنة برحمته ,سبحانه وتفضله، وبوعده الصادق الذي لا يخلف الميعاد,فإن كان من أهل الشرك ألأكبر، ومات عليه فإنه يدخل النار دخولاّ أبدياّ،وإن كان من أهل الشرك الأصغر،سيدخل النار ويخرج منها؛ لأنه من أهل التوحيد,ولأنها رجحت الحسنات على السيئات فإنه يستوجب الجنة، ولكن لا بد من أن يطهر في النار,
اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه، وأستغفرك لما لا أعلمه
فأسأل الله ,لي ولكم العلم النافع، والعمل الصالح، وأن يجعل العلم حجة لنا لا علينا