وانا اليه راجعون

وانا اليه راجعون


قرأت هاذه القصه في كتيب اسمه رحله الى السماء


(د.محمد العريفي) اليكم القصه


قال لي كنت مسافرا بالسياره الى مكه وفي الطريق فوجئت



بحادث سياره يبدو انه وقع لتوه كنت اول من وصل اليه اوقفت سيارتي واندفعت مسرعا الى السياره احاول


انقاذ من فيها تحسستها بحذر نظرت الى داخلها قلبي ينبض بشده ارتعشت يداي خنقتني العبرة ثم اجهشت


بالبكاء منظر عجيب قائد السيارة ملقى على مقودها جثه هامده مشيراَ بسبابته كان وجهه مضيئاً..تحيط به


لحيه كثيف كأنه فلقه من قمر كنت اتلفت داخل السيارة كالمجنون وفجأة رأيت طفله صغيرة ملقاة على ظهره


محيطه بيديها على عنقه وقد لفظت انفاسها وودعت الحياة لااله الا الله لم ارى ميته كهذه الميتة سكينه


ووقار صورته وقد اشرقت شمس الاستقامه على محياه ..منظر سبابته التي قضت وهي توحد الله


سبحانه..جمال ابتسامته التي فارق بها الحياه..بدأت سيارات المارين تقف حول سيارته.. وارتفع اللغط


والاصوات..كل هذا حدث بسرعه عجيبه.. نسيت ان اتفحص بقيه من في السيارة كنــــــت ابـــــــــكي بــــكاء


الكثلى.. لم اكن اشعربمن حولي..من رآني ظن اني قريب للميت صرخ بعض الناس يوجد امرأة واطفال في


المقعد الخلفي..صـدمونــــــي!!!



التفت للخلف.. فإذا امرأة قد جمعت عليها ثيابها واحكمـــــــت حجـــــــــابهــــا..وجلست بهدوء تنظر إلي


تضم إلى صدرها طفلين صغيرين لم يصابا بأذى..كانا مضربين يتنافضان وهي تذكر الـــــله وتهدئ


روعهما..شعرت انها جبــــــــــــل شـــامخ كانت تحاول النزول من السيارة..بثبات عجيب..لابكاء..ولاصياح


ولاعويل اخرجناهم جميعاً من السيارة.. من رآني ورآها ظن اني صاحب المصيبة دونها.. اشتد بكائي..


والناس ينظرون الي فالتفتت إلي وهي تغادرالسيارة وقالت بصوت تقطعه العبرات :يأخي لاتبكي عليه..انه


رجل صالح ..صالح..ثم غلبتها العبرات فسكتت.. نزلت تضم اليها طفليها وتتفقد حجــــابها وتصلح من


عباءتها فلما رأت لغط الناس وازدحامهم انزوت بعيداً مع طفليها بادر احد المحسنين وحمل الرجل وطفلته


إلى المستشفى إلينا من بعيد وتحاول ان تشغل الطفلين عن النظر إلى ابيهم واختهم اقبلت اليها وعرضت


عليها ان تركب معي لأوصلها لمنزلها فردت بكل حياء بصوت هادئ:لا والله لاركب الا في سيارة فيها


نساء ..بدأ الناس ينصرفون كل يكمل طريقه بقيت اراقبها من بعيد شعرت اني مسئول عنهم.. مر الوقت


طويلا ونحن ننتظر على تلك الحال العصيبه..وهي ثابته ثبات الجبال ساعتان كاملتان حتى مرت بنا سياره


فيها رجل وأسرته اوقفناهم اخبرناه خبر ألمرأه وسألناه ان يحملها إلى منزلها فوافق فأقبلت بطفليها وركبت


معهم كنت اشعر وهي تمشي بأنها جبل يمشي على الارض ..عدت الى سيارتي وانا أعجب من هذا الثبات


العظيم كنت اقول في نفسي انظر كيف يحفظ الله الرجل الصالح في اهله من بعد تذكرت قول الله تعالى{إن


الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكه ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم


توعدون نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة}ماأروع القرآن .. وما أجمل ان تكون علاقتك بالله قويه


متينه لأنه الحي الذي لايموت والغني الذي لايبخل مأجمل أن يراك الله في اليل باكياً وفي النهارتالياً مأجمل


أن يراك وقد غضضت بصـــــــرك عن الحرام وسمعك عن الآثام..لتكون محبوبا عند الله (فاتبعوني يحببكم


الله ويغفر لكم ذنوبكم)..