تعريـف النفــــاق :-
فى اللغــة : ( نافق ) يقـال : نافق ينافق نفاقاً ومنافقـة مأخوذة من ( النافقاء )
أحد مخارج اليـربـوع (فأر الصحـراء ) من جحره فإنـه إذا هرب يلجـأ إلى النفـق الآخر ويخرج منـه
وقيل : هو من النفـق وهو من السرب يستتـر فيـه
شرعاً : إظهار الإســـلام والخيـر وإبطـان الكفـر والشـر
(( سُمي المنافـق بهذا الاسم لأنـه يدخل في الشرع من باب ويخرج منـه من باب آخر ))
قد جعل الله المنافقيـن أشـد شراً من الكافـريـن .. فقال سبحانـه :
{ إن المنافقيـن هم الفاسقـون التوبـة } [ 67 ]
وقال تعالى : { إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم النساء } [ 142 ]
(أنـــواع النـفـــاق )
ينقسم النفـاق إلى نـــوعـــان :-
1)) نفاق إعتقادي : وهو النفاق الأكــبــر الذي يُظهر صاحبـه الإســلام ويُبطن الكفر
وهذا النوع مُخرج من الملـة والديـن وصاحبـه مُخلد في الدرك الأسفـل من النـار
ومن صفات أهلـه :-
وقد وصف الله تعالى أهلـه بصفات الشر كلها من الكفر وعدم الإيمان والأستهزاء بالديـن
وأهلـه والسخريـة منهم والميـل لأعداء الديـن ومشاركتهم في عداوة الإسلام
وهؤلاء موجودون في كل زمان ومكان .. وقد هتـك الله أستار هؤلاء المنافقيـن وكشف أسرارهم
في القرآن الكريم لعبـاده أمورهم ليكونوا منها ومن أهلها على حذر .. وذكر أيضاً طوائف الناس
الثـــلاث في أول البقـرة (( المؤمنين . الكفار . المنافقين ))
فذكر في المؤمنين أربع آيـات .. وفي الكفار آيتيـن .. وفي المنافقيـن ثلاث عشرة آيـة
لكثـرتهم وعمـوم الأبتـلاء بهم وشدة فتنتـهم على الإسلام وأهلـه
2)) نفاق عملي : وهو النفاق الأصغر وهو عمل شيء من أعمال المنافقيـن مع بقاء الإيمان في القلب
وهذا لا يخرج من الملـة .. لكنـه وسيلـة إلى ذلك وصاحبـه يكون فيـه إيمان ونفاق وإذا كثـر صار بسببـه
منافقـاً خالصـاً .. والدليـل : قول رسول الله صلى الله عليـه وسلم (( أربع من كن فيه كان منافقـاً خالصـاً
ومن كانت فيه خصلـة منهن كانت فيـه خصلـة من النفاق حتى يدعها ، إذا أؤتمن خان
وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر )) . فمن أجتمعت فيـه هذه الخصـال
فقد أجتمع فيـه الشر .. وأصبح منافـق .. ومن كانت فيـه واحدة منها .. صار فيـه خصلـة
من النفاق وليس منافقـاً .. فإنـه قد يجتمع في العبـد خصال خيـر وخصال شر
وخصال إيمان وخصال كفـر ونفاق ويستحق من الثواب والعقاب بحسب ما قام بـه من موجبات ذلك
ومن النفاق العملي التكاسل عن الصلوات مع الجماعـة في المسجد ، خاصة صلاة العشاء والفجر
وأخيـراً نستطيع أن نقارن بيـن النفاق الأعتقادي والعملي على النحو التالي :
1)) النفاق الأكبـر يخرج من الملـة ويُخلد صاحبـه في النار ، بعكس النفاق الأصغر
2)) النفاق الأكبـر لا يصـدر من المسلم ، والنفاق الأصغر فقد يصـدر من المسلم
3)) أن النفاق الأكبـر في الغالب لا يتوب صاحبـه ، بخلاف النفاق الأصغر فإن صاحبـه
يتوب إلى الله في الغالب فيتوب الله عليـه .
ولا علينـا إلا أن نقـول اللهم إجعلنا من المؤمنيـن الخالصيـن والتائبيـن يا أرحم الراحميـن
واللهم من أراد من المسلميـن بسوء .. اللهم إجعل كيـده في نحره .. اللهم إجعل كيـده في نحره
أنت القادر على كل شيء لا إلـه إلا أنت وحدك لا شريك لك .
لا تنسونا من الدعاء والمسلميـن جميعـاً
دمتــــم بحفـظ الرحمــن .. تقبلـــوا أحتـــرامى