كان زوجها يكمل إرتداء ملابسه بهدوء فيما كانت هي قد أكملت إعداد
الأفطاروترتيب البيت وتوجهت إلى طفليها الصغيرين لتعدهما للخروج
فحافلة العمل سرعان ما ستأتي ولا يزال عليها أن تكمل إرتداء ملابسها
ورجع تفكيرها في حيرة إلى الوراء في بداية زواجها لقد أصرت على زوجها
أن يتركها تعمل.. فقد كانت سعيدة بعملها قبل الزواج لا مسؤليات ولا أطفال...
تغير الحال منذ إنجاب طفلتها مؤخرا... فكثرت مسؤلياتها ولم يعد لها آخر
وفكرت في تلك المساواة التي حيرتها مذ كانت طفلة..المساواة بين الرجل
والمرأة؟ أين هي؟ وماذا تعني؟ لم يكن لديها جواب...!
لقد علموها في المدرسة أن الطرفان المتساويان يجب أن يكونا متساويان تماماً
وإلا فالمعادلة لن تكون صحيحة
ولم ترى هي أن زوجها يقوم بأعمال البيت مثلها أوحتى الحمل والانجاب
والارضاع وما كانت هي ستصير رجلا إلا إن حلقت شعرها وتركت أمومتها
ومكياجها وملابسها التي تشتريها علي الموضة
وأصبحت خشنة كالرجال..وهذا محال..!
طردت هذه الافكارالتي صارت مزعجة من رأسها فها هي الحافلة تزمر ولمّا
تكمل إرتداء ملابسها ككل يوم
لقد ركبت الحافلة بينما ركب زوجها سيارته حاملا معه الطفلين إلى بيت
جدتهما......
عندما عادت في الظهيرة كان زوجها قد سبقها إلى المنزل .. دخلت وسمعت صراخ طفليها مدوياً
يا لنساء الستينيات والسبعينيات المخدوعات ..!
أما كان يجب أن يطالبن بتخفيض عدد ساعات عمل المرأة بدل المطالبة
بالمساواة..!
وأن يطالبن أن تعامل المرأة معاملة خاصة ومميزة عن الرجال..
فهي مخلوق ضعيف وأنثى رقيقة وزوجة مثابرة وأم حامل و مرضعة ومربية
لأطفال صغار مشاكسين...!
لرجعت إذن قبل زوجها بوقت لتحضر لهم الطعام بتروي ليأكلوا غذاء طازجاً
وليس بائتاً أو باردا ًأو محروقاً أوحتى نصف مطهو... كما تفعل هي أحياناً...!
من قال أن النساء ذكيات..!
لو كن كذلك لطالبن بأوقات امومة أكثر من تلك التي تبّرع بها الرجل
لهن ..حتى أنهن لم يطالبن بها بل لقد سنّتها القوانين التي صاغها الرجل...مرة
أخرى من مرات كثيرة يكون الرجل فيها أذكى... وأكثر حكمة مما فكرت هي في نفسها
جلس زوجها على الأريكة ممداً رجليه أمام التليفزيون فيما رفعت هي أواني
المائدة وأطفالها يصرخون فهم لم يجلسوا مع أمهم منذ الصباح فهم مشتاقون
لها جداً.. وهي متعبة جداً..رأسها يكاد ينفجر ..
أرجوكم ناموا.. أو إبتعدوا عني ....!
قليل من الراحة وبعض حبات الدواء جعلاها تفيق من سريرها نشيطة عند
الخامسة والنصف إنها تتوجه إليه الآن بإبتسامة عريظة فهي تريد الذهاب
إلى حفلة صديقتها منال ولن تستطيع أن تخرج دون أن تخبره ...! لن تنفع
المساواة في هذه أيظاً ..! فمن سيعتني بالاطفال إذن ..! ستتوسل إليه بكلمات
رقيقة وستلاطفه حتى يقبل المكوث مع الاطفال ...
ستركع على قدميها إن لزم الامر فالمهم أن تذهب إلى الحفلة ..... ولتذهب
المساواة إلى الجحيم..!
لم يطل الامر كثيرا فسرعان ما أستجاب لتوسلاتها... وقبّلت يديه ورحلت إلى
حفلتها سعيدة...
عندما عادت كانت لا تزال تفكر في تلك المعادلة الغبية ......
كان ينبغي أن يخترعوا معادلة أخرى لا تكون فيها هي في طرف وهو في
الطرف الآخر كان يجب أن يكونا معاً
في طرف واحد وتكون المحبة والسعادة في الطرف الآخر...هكذا يجب أن
تكون المعادلة...!
المرأة والرجل والاطفال يساويان المحبة والسعادة والعطاء ...
أعدت له العشاء وقدمته وهي تبتسم فقد كانت ممتنة لقبوله حضانة أطفالها..
وجلست تحادثه..
أخبرته كم هي مشتاقة لوجودها معه فترات أطول
لملاقاته حين يعود من العمل
لحكاية قصة جميلة لطفلها قبل أن ينام
لهزهزة طفلتها الصغيرة في حضنها حتى تغفو بسلام
لدردشات الهاتف مع أهلها بكلام خال من أي معنى إلا من تضييع الوقت
لجلوسها أمام التليفزيون ساعات طوال لتنام ساعات اطول في الصباح تحت
غطائها الحريرى الناعم في دلال وراحة..
إنها تشتاق لجدران ييتها فما عادت تريد العمل
فكر زوجها فيما كانت تقول هل يمكن أن يكون ما قالته حقيقة وليس وهماً .
فهي من أصرت ان تخرج إلى العمل
لترفه عن نفسها وتحسن من وضعهم المادي ..الآن تقول أنها تحب القفص
الذهبي وتريد الرجوع إليه...!
من قال أن للنساء عقل؟ وحتى لو كان لديهن بعضه ..من قال أنهن يستعملنه دائماً..!
حسناً ... قد تغير رأيها في الصباح..!
التفت إلى زوجته فوجدها قد غطت في النوم من الاعياء سحب الغطاء عليها بهدوء وحنان حتى لا تستيقظ
لقد أشتاق هو أيضا للسهر معها في المساء حتى لو أزعجته بترثرتها أحياناً فهذا
أفضل من أن تتركه وحده لتنام ..
لكن لا بأس هو يعرف أنها تحبه كثيرا ..وتعمل ما بوسعها لرعايته هو
والاطفال ...ولتحسين وضعهم المادي..
..طرد الافكار من رأسه .. وغفا على وسادته .. فغداً يوم آخر..
mms
موضوع: هي.والمعادلة الصحيحة.. 
